العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا: الإبحار عبر المياه المضطربة

في الأشهر الأخيرة، تميزت العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا بتطورات وتحديات كبيرة. ومع تغير الديناميكيات الاقتصادية العالمية، يتنقل كلا البلدين عبر مشهد معقد من التعريفات الجمركية والعقوبات والمفاوضات الاستراتيجية.

أحد أبرز التطورات هو فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة على الواردات من 185 دولة، بما في ذلك شركاء تجاريين رئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي. هذه التعريفات، التي تتراوح بين 10% و50%، أثارت موجة من التدابير الانتقامية وأثرت بشكل كبير على تدفقات التجارة العالمية. في حين لم تُدرج روسيا في القائمة الأولية للدول التي تواجه هذه التعريفات، فإن التداعيات الاقتصادية الأوسع يتم مراقبتها عن كثب من قبل السلطات الروسية. وقد صرحت الكرملين بأنها تتخذ الخطوات اللازمة للتخفيف من العواقب السلبية على الاقتصاد الروسي، بما في ذلك مراقبة الوضع وتنفيذ الضمانات الاقتصادية (https://ria.ru/20250407/poshliny-2009790597.html?rcmd_alg=slotter).

في تحول مفاجئ، يقترح بعض الخبراء أن روسيا قد تستفيد من التعريفات الجمركية الأمريكية. المنطق هو أن الولايات المتحدة قد تسعى لتحسين العلاقات مع موسكو للوصول إلى الموارد الروسية الرخيصة. قد يؤدي ذلك إلى مفاوضات منفصلة بين البلدين، مما قد يخفف بعض العقوبات الحالية على روسيا (https://ria.ru/20250403/poshliny-2009089755.html?in=l).

وسط هذه التطورات، أظهر الاقتصاد الروسي مرونة. على الرغم من العقوبات المستمرة، تمكنت روسيا من الحفاظ على معدل نمو اقتصادي ثابت. وأشار المحلل السياسي الأمريكي مارك سليبودا إلى أن الاقتصاد الروسي نما بنسبة 4%، متجاوزًا معدلات النمو في أوروبا والولايات المتحدة. يُعزى هذا النمو إلى التكيف الناجح مع العقوبات، حيث ملأت العديد من الشركات الروسية الفجوات في السوق وأعادت بناء الصناعات (https://iz.ru/1867993/2025-04-09/amerikanskii-politolog-ukazal-na-rost-rossiiskoi-ekonomiki-na-fone-sanktcii).

ومع ذلك، أدت التوترات التجارية أيضًا إلى تقلبات كبيرة في الأسواق العالمية. وصلت مؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية إلى أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر وسنوات بسبب البيع الذعر الذي أثارته الحروب التجارية التي بدأتها الولايات المتحدة. تواجه الولايات المتحدة احتمالًا عاليًا للركود، يقدر بنسبة 60%، مما يشكل مخاطر على أرباح الشركات وأسعار السلع. يؤدي التباطؤ في الاقتصاد الصيني إلى تفاقم الوضع (https://www.kommersant.ru/doc/7639411?from=glavnoe_1).

في خضم هذه التحديات الاقتصادية، تواصل روسيا الانخراط في مفاوضات استراتيجية مع الولايات المتحدة. تم الإبلاغ عن اجتماع محتمل بين كيريل دميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF)، والمبعوث الخاص الأمريكي ستيف ووفك، بهدف مناقشة سبل تعزيز العلاقات الأمريكية الروسية ومعالجة الصراع في أوكرانيا (https://iz.ru/1864235/2025-04-02/cbs-dopustil-vstrechu-dmitrieva-i-uitkoffa-v-vashingtone-2-aprelia).

بينما يتنقل كلا البلدين عبر هذه المياه المضطربة، يظل مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا غير مؤكد. ستلعب المفاوضات والاستراتيجيات الاقتصادية الجارية دورًا حاسمًا في تشكيل مسار تجارتهما الثنائية والتعاون الاقتصادي.

コメントを残す

メールアドレスが公開されることはありません。 が付いている欄は必須項目です